بدأت الدعاية الإعلانية بالفعل في وسائل الإعلام بجنوب أفريقيا حيث تقول الإعلانات "تعالوا لمشاهدة الأبطال". شاهدوا البرازيل مقابل 70 راندا فقط.
ففي غضون سبعة أشهر ، ستتدفق بعض أفضل منتخبات كرة القدم في العالم على جنوب أفريقيا للمشاركة في بطولة كأس القارات في الفترة ما بين 14 و28 حزيران/يونيو 2009 ، تلك البطولة التي تجرى بمشاركة ثمانية منتخبات كل أربعة أعوام في الدولة المضيفة لكأس العالم قبل عام واحد من إقامة البطولة صاحبة أكبر نسبة متابعة جماهيرية بين جميع البطولات الرياضية الأخرى في العالم.
ويتنافس أبطال القارات الولايات المتحدة والبرازيل وأسبانيا والعراق ومصر ونيوزيلندا ومعهم بطلة العالم إيطاليا والبلد المضيف لكأس العالم 2010 جنوب أفريقيا على لقب بطولة كأس القارات التي ينظر إليها على أنها آخر الاستعدادات الجادة لبطولة كأس العالم التي ستجرى في العام التالي.
وكانت التساؤلات قد بدأت تحوم حول قدرة جنوب أفريقيا على استضافة أول بطولة كأس عالم تقام بالقارة السمراء منذ فوزها بشرف تنظيم البطولة في عام 2004 .
وبرغم أنه لا يتوقع من بطولة كأس القارات أن تجذب أكثر من مجرد كسر من رقم الزائرين المتوقع بجنوب أفريقيا خلال كأس العالم 2010 والذي يقدر بأكثر من 350 ألف مشجع ، فمجرد استضافة هذه البطولة يعتبر فرصة جيدة لجنوب أفريقيا لإعطاء طابع إيجابي عن استعداداتها للحدث الأهم ، كأس العالم.
ولمعرفته الجيدة بمدى التدقيق الذي ستتعرض له جنوب أفريقيا خلال بطولة كأس القارات ، فقد استبعد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من قائمة الاستادات المضيفة للبطولة استادا بني حديثا لاستضافة مباريات كأس العالم في مدينة بورت إليزابيث الساحلية الجنوبية.
فمع وجود شكوك حول مدى استعداد الاستاد لاستضافة مباريات مهمة في 2009 ، قلص الفيفا عدد الاستادات التي ستستضيف مباريات كأس القارات إلى أربعة فقط في جوهانسبرج وبريتوريا ومدينة روستنبورج الشمالية الغربية ومدينة بلومفونتين حيث لا تحتاج هذه الاستادات الأربعة سوى إلى بعض التجديدات المحدودة.
وفي العام الماضي ، تسبب بطء تقدم العمل في بعض الاستادات الجديدة الخمس التي تبنى خصيصا من أجل بطولة كأس العالم في حالة من القلق الشديد.
أما الآن ، ومع سرعة تقدم العمل في الاستادات فقد تحول اهتمام الفيفا والعالم إلى مسألتي الأمن والمواصلات العامة.
ومن المعروف عن جنوب أفريقيا أنها لديها واحد من أكثر المجتمعات عنفا في العالم. حيث تصل نسبة القتل بالبلاد إلى خمسين قتيلا يوميا ، إلى جانب خمسين شخصا آخرين يفلتون من محاولة القتل. ووصف ناتي متيتوا وزير السلامة والأمن بجنوب أفريقيا بلاده مؤخرا بأنها أصبحت "حقلا للقتل".
وفي الوقت الذي تقع فيه معظم الجرائم ذات الاتصال المباشر بين الجاني والضحية ، مثل القتل والاغتصاب ، على يد أشخاص معروفين بالنسبة لضحاياهم. فعادة ما يكون الزائرون عرضة لعمليات السطو المسلح وسرقات المطار واختطاف السيارات.
وقالت هيلين زيلي عمدة مدينة كيب تاون خلال حفل خيري بالمدينة قبل أسبوعين تقريبا "أعرف أن الخوف من الجرائم يمنع الناس عن زيارة جنوب أفريقيا" وهذا برغم أن معدل تدفق الزائرين على جنوب أفريقيا في زيادة مستمرة.
وتعهدت حكومة البلاد "بمحاربة النيران بالنيران" للقضاء على الجريمة وقبول مساعدة كل من يعرض المساعدة بما في ذلك خدمات الشرطة الأجنبية والجيش المتنامي من قوات الأمن الخاصة التي تضم نحو 350 ألف شخص والتي يفوق عددها عدد قوات الشرطة ذات الزي الرسمي بمعدل أربعة إلى واحد.
وأمضت الشرطة الفرنسية أربعة أسابيع مؤخرا في تدريب 120 ضابطا جنوب أفريقيا في فنون السيطرة على الحشود الكبيرة. كما عرض مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي تقديم يد العون لجنوب أفريقيا في مكافحة الجريمة.
وقال إريك بوست سفير الولايات المتحدة في جنوب أفريقيا مؤخرا "إننا نسير بشكل جيد في طريقنا لتوفير المساعدة (الأمنية)".
وعندما ينتقل الحديث إلى المواصلات العامة ، فإن بطولة كأس القارات ستسلط الضوء أيضا على دولة محرومة من وسائل مواصلات عامة جيدة. فحافلات الأجرة الصغيرة الخاصة التي تضم 15 و22 مقعدا ليست آمنة على الإطلاق.
وبخلاف الحالة المزرية لسيارات الأجرة ، فمن المعروف أن الركاب كثيرا ما يسقطون ضحايا لتبادل إطلاق النار بين العاملين بشركات السيارات الأجرة المتخاصمين.
ولكن جوهانسبرج وكيب تاون وبريتوريا ومدينة بورت إليزابيث الساحلية الجنوبية يسعون لتقديم أنظمة نقل جديدة تعتمد على الحافلات على أن تكون هذه الأنظمة جاهزة للعمل بحلول عام 2010 ، من أجل تنقلات السياح بين فنادقهم والاستادات ومتنزهات الجماهير.
وبدأت جوهانسبرج بالفعل في العمل على بناء النظام الجديد لضمان انتهاء العمل من المرحلة الأولى به التي تربط بين منطقة سويتو ووسط جوهانسبرج مع حلول موعد بطولة كأس القارات.
ومع مرور الوقت واقتراب الموعد النهائي الذي يجب أن يكون كل شيء معدا فيه لاستقبال بطولة كأس القارات خلال نيسان/أبريل المقبل مازال على جميع اتحادات حافلات الأجرة الصغيرة أن تتفق فيما بينها ولو حتى من حيث المبدأ.
وأخيرا ، ومع دنو موعد انطلاق بطولة كأس القارات سيأمل الفيفا في أن يكون موضوع أماكن الإقامة قد تم حله.
حيث توجد خلافات بين الوكالة المفوضة بحجز أماكن الإقامة بالفنادق من قبل الفيفا "ماتش" وبين ملاك الفنادق الصغيرة حول أسعار الغرف خلال بطولة كأس العالم.
وتسعى الوكالة لحجز 55 ألف غرفة من أجل البطولة. ولكنها لم تتمكن من حجز أكثر من 35 ألف حتى أيار/مايو الماضي.